مقال للكاتبة : نجلاء بدير
أعتذر عن أسباب انقطاعي عن الكتابة لأسباب كثيرة لا أستطيع سردها ، وبالنسبة لمن يعرفني فالطبيعي أن أتوقف عن الكتابة ، فى حين أن العودة لكتابة هو الخبر الذى يستحق التوضيح ، لماذا قررت العودة ؟
قررت العودة لأكتب اننى زرت د . عصام حشيش فى قصر العيني بدون سابق معرفة و اتسعت ابتسامة عندما سمع أسمى و أشار إلى جريدة (( الدستور )) الموضوعة بالصدفة بجوار سريره فى المستشفى ، و قال ببساطة أنا عارفك كويس .
قبل الزيارة بيوم قرأت فى جريدة (( الدستور )) أن د . عصام حشيش أصيب بأزمة قلبية بعد نزيف معدة ، و انتقل إلى قصر العيني ، فشعرت أن زيارة واجبة و اعتماداً على اننى اعرف قصر العيني ، كما اعرف بيتنا ، انطلقت بدون تفكير ، حتى وصلت إلى سرير ممدد عليه رجل فى غيبوبة على جهاز تنفس صناعي ، شهقت بمجرد رؤيته ، التفت إلى الممرضة الواقفة قريباً فسألتها (( هو ده الدكتور عصام )) أجابت (( و مالك اتخضيتى كدة ليه )) ، قلت (( لأني فاكراه كويس )) فأشارت إلى غرفة أخرى (( الدكتور هناك و هو كويس و أحنا كلنا بناخد بالنا منه )) .
لا اعرف شكله إلا من الصور القليلة التى تنشر له فى الصحف ، و هى مختلفة كثيراً عن الحقيقة ، الروح مختلفة ، الطاقة التى تشع من عينيه ، الابتسامة الهادئة المطمئنة التى تملا وجهه ، ثم إصراره على التأكيد بان صحته تحسنت جداً .
رغم اننى عرفت من اصدقائى الأطباء أن حالته غير مستقرة ، و أن علاجه صعب حيث أن الأدوية التى لا يمكن الاستغناء عنها لعلاج القلب تسبب تدهور حالة قرح المعدة المستعدة للنزف .
لم أقدم له نفسي و لم يسألني ، فعرفت انه من ذلك النوع النادر الذى يعتبر نفسه صديقاً لكل البشر ، سمع أسمى بالصدفة عندما سالتنى الطبيبة (( حضرتك دكتورة هنا ؟ )) .
خرجت من الزيارة محلقة ممتلئة بطاقة ذكرتني بالطاقة التى كان ينقلها لي (( سعد الموجى )) رحمه الله عندما كنت أزوره فى نفس المكان .
الإيمان بفكرة هو ما يجمع بين سعد الموجى المناضل اليساري و بين عصام حشيش المناضل الإخوانى .
بمنتهى الانتهازية و الاستغلال قررت أن أتطفل على د . عصام يومياً لتنتقل لي بعض من طاقته ، فأكتب ، تماماً كما كنت افعل مع عم سعد .
نقلاً عن جريدة الدستور
28-6-2007
No comments:
Post a Comment