قال تعالى :الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

Saturday, May 5, 2007

"مع الهدهد" شعر للدكتور عصام حشيش من خلف الأسوار




تخرج المحن دومًا طاقات وإبداعات خاصة.. فكم شهدت السجون ميلاد شعراء وكُتَّاب وأدباء.. ومن ينسى جمال فوزي شاعر الدعوة.. ومَن ينسى سعد سرور كامل في إبداعاته في "خواطر مسجون"، واليوم ينضم الإصلاحي المصري أستاذ الهندسة العملاق الأستاذ الدكتور عصام حشيش إلى هذه الكوكبة.. وإلى قصيدته (مع الهدهد).



بعد عودتنا من المحكمة يوم الأربعاء 28/2/2007م وبعد صلاتنا في مسجد سجن مزرعة طره وجدنا "هدهد" حبيسًا داخل المسجد وحائرًا في كيفية الخروج فما زلنا به نساعده حتى فكَّ الله أسره وطار بعيدًا فقلت:

رأيتُه محلقًا هائمًا على وجهه حزين

مُرفرفاً طائرًا ذات يسارٍ ويمين

يجوبُ أرجاءَ المكانِ وهو متصبب الجبين

متلفتًا مستنجدًا بلسان حال مكروبٍ حزين

فقلت له مهلاً يا صاحبَ النبأِ اليقين

أو ما ترى أني وأنك هاهنا سجين

غير أنك في محبسٍ لستَ فيه هنا رهين

وسوف تمضي بلا عناءٍ طائرًا في الأفق المبين

فأنتَ يا صاحبي لستَ مطلوبًا كأخوانٍ مسلمين

ولا يــراك المستـبد حامـلاً دعوةَ الخالدين

وما رُصدت تجوب مصر مبـشرًا بالمصلحين

ولا تلَبستَ تدعو لمنهجٍ وإصـلاح دنيا بدين

ولا امتلكت لشركة قدوة نجحت على مرِّ السنين

ولست أسـتاذًا جامـعيًّا عطاؤك الخلق المتين

فقد استبدَّ النظام بنا سائرًا في دروب المجرمين

أخوفًا على سلطانٍ؟ أم هي صفقة؟ أم أنه الحقد الدفين

قال: اصمتوا أو اخرجوا أو تقعدوا في تلك السجون

فقلنا نموت ولا قعودَ عن دعوةٍ أو منهجٍ للمؤمنين

أما هو فبظلمه سوف يهوى في عذاب الخلد المهين

أمــا رأى أنَّ الإلـه تـوعَّد ليهـلكنَّ الظالــمين

فاصـبر وراقـب نصرةً لجنود وعبادة المستضعفين

وانـظر دعـانا صاعدًا مستجابًا حتى ولو بعد حين

No comments: