قال تعالى :الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

Tuesday, April 17, 2007

وقفة للأساتذة بجامعة القاهرة للتنديد باعتقال د. عصام حشيش




كتب: حسام محمود

نظَّم عدد كبير من الأساتذة بجامعة القاهرة أمس الإثنين 22/1/2007م وقفةً للتنديد باعتقال الدكتور عصام حشيش (الأستاذ بكلية الهندسة) شارك فيها مئاتُ الأساتذة والمعيدين بالجامعة، يتقدمهم أساتذة كلية الهندسة وعدد من أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة وأعضاء حركة 9 مارس.



وقف الأساتذة أمام بوابة كلية الهندسة، وقام الأمن بمنع دخول الصحفيين والقنوات الفضائية، وشهدت الوقفة لدقائق مشاركة الدكتور سمير شاهين عميد كلية الهندسة.

وقد أكد الدكتور أمين نصار والدكتور سراج حبيب- الأستاذان بكلية الهندسة- أن الدكتور عصام شخصية محبوبة في الكلية كلها، من عميد الكلية إلى عمال الكلية، وتساءلوا: لماذا يعامَل الإنسان المصري بهذا الشكل وبهذه الطريقة؟!

وفي سخريةٍ طالب الدكتور سراج حبيب بمعاملة الأساتذة كالمجرمين؛ لأنهم يلقَون معاملةً أفضل من العلماء بالسجون.
ومن المواقف المؤثرة التي قالها الدكتور نصر رضوان- سكرتير نادي أعضاء هيئة التدريس ومقرّر الوقفة- أن يوم اعتقال الدكتور عصام حشيش قام فيه الأمن بتكسير أثاث شقته وتفتيش متعلقاته الشخصية حتى السيارة.

كما طلب الدكتور عصام أن يضع امتحان نصف العام للطلاب الذين يدرِّس لهم، وقال إنه يخشى على طلابه أن يُظلَموا وهم بلا ذنب.

وأكد الدكتور محمد أبو الغار (عضو جماعة 9 مارس) أن الوقفة أكاديمية، وهي حق دستوري، وتلا بيانًا بعنوان "الحبس الاحتياطي لأساتذة الجامعة وسيلة ترهيب واعتداء على مكانة الجامعة" وهو البيان الذي وقَّع عليه الأساتذة، وهو يندِّد بحبس أعضاء هيئة التدريس احتياطيًّا مع أنهم شخصياتٌ عامةٌ، ولو طُلب منهم الحضور للتحقيق سيذهبون.

وأعقبت قراءة البيان كلمة للدكتور مصطفى نور الدين، والذي تحدث فيها عن التضييق الأمني على المواطنين، واختتم كلمته بدعاء، قائلاً: "ونفوِّض أمرَنا إلى الله، إن الله بصير بالعباد".

وأبدى الدكتور مدحت عاصم- الأستاذ بطب القاهرة- أسفه على أن هذه الوقفة تأتي بعد أسبوع واحد من وقفة مماثلة في كلية الطب للدكتور محمد أبو زيد، المعتقَل أيضًا، وطالب بدولة مدنية لا دولة بوليسية، ودلَّل على كلامه بأنه وجد صعوبةً للدخول إلى كلية الهندسة، وتساءل: كيف يتم منع أستاذ من الدخول إلى الحرم الجامعي؟!

وتوالت بعد ذلك كلمات عدد من أعضاء هيئة التدريس، منهم الدكتور عادل سعيد الأستاذ بكلية العلوم، والدكتور هاني الحسيني، والدكتور عبد الجليل مصطفى الأستاذ بكلية الطب، الذين ربطوا بين الأحداث في المجتمع المصري وسيطرة السلطة والأمن على كل الأمور حتى بالجامعات.

وانتهت الوقفة بكلمة للدكتور عادل عبد الجواد، الذي انتقد ما يحدث لأساتذة بالجامعات والاعتقال شبه الدوري لهم من العام الماضي، مع اعتقال الدكتور عمرو دراج- الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة- وتبعه عدد آخر، "إلى أن وصلنا بعد عام إلى اعتقالات جديدة لأعضاء من نفس الكلية ومن نفس الجامعة".

وأعرب الدكتور عادل عن أسفه على القرارات الأخيرة بتفتيش أعضاء هيئة التدريس على البوابات، وقال إن ذلك يحدث للأساتذة بالأخص بهدف تكسير عظامهم؛ لكونهم أكثرَ فئةٍ تحتكّ بالطلاب والشباب، وقال: إن ما يحدث دعوةٌ إلى الانحلال؛ لأن مَن يُعتقَل هم المشهود لهم بالأمانة وقيادات الأمة في العلم والمعرفة.

انتهت الوقفة بترديد الأساتذة: "حسبنا الله ونعم الوكيل"!!

من تلميذ إلى أستاذه: كيف أحرزت كل هذا الحب يا د. عصام حشيش؟




بقلم: م. أحمد رشدي

طالعتنا مواقع الإنترنت ورسائل الهاتف المحمول في غربتنا عن وطننا الغالي بخبر اعتقال طائفةٍ من أساطين الإفساد الراغبين في قلب نظام الحكم المستتب وعكننة مزاج الأمن الرائق والتشويش على أبناء الشعب المساكين بحشو أدمغتهم النظيفة بكراهيةِ الحاكم ذي الرشد والعدالة.



يتوقع القارئ حين تنساب تلك الأوصاف متتابعة أن يقرأ أسماء طغمة من عتاةِ الإجرام أو قُطَّاع الطرق أو السفاحين ومصاصي الدماء أو سارقي قوت البلد، أو مَن يقتلون أبناء الشعب في السفن أو القطارات ويغادرون الديار في سلامٍ أو مَن يغمرون أرض الكنانة بالسموم والمواد المسرطنة أو أكياس الدم الملوثة، ربما يكونون ممَّن ما فتئوا يستهزئونَ بشرع الله وحكمهِ الذي ارتضاه يوم أكمل لنا الدين، فإما يسخرون من مقاصد التشريع أو يحلون الحرام ويحرمون الحلال، أقصى ما قد يقفز إليه خيال خصب هو أن يكون هؤلاء ممن أساؤوا استعمال سلطاتهم في قمعِ مظلومٍ أو قهر طاهر أو إرغام بريء على الاعتراف.



لكن للأسف ما وجدتُ من ذلك شيئًا، كل ما تقدم ما أزعج النظام الحاكم إطلاقًا وما أقلق رجاله البواسل، الأسود الأشاوس حماة الوطن، فما رأوا فيه بأسًا ولا إشكالاً، وإنما أسال مدامعهم وأقضَّ مضاجعهم نخبة من أساتذة جامعات وأطباء ومهندسين ورجال أعمال ناجحين، لوطنهم نافعين وعن حياضِ دينهم منافحين، منهم مَن لم أعرف فما ضره جهلي به شيئًا وما نقص من قناعتي بطهارةِ يده وعدالة قضيته قيد أنملة، ومنهم من عرفت وخبرت فما زادني خبر اعتقالهم إلا تيقنًا من جهالة وبطش القائم بغزوة الاعتقال المجيدة، من هؤلاء الذين عايشت وخبرت كان الكريم المعطاء الدكتور عصام حشيش.



إن نسيت فلا أنسى سنتي الدراسية الأخيرة بكليةِ الهندسةِ بجامعة القاهرة العريقة، حيث جرت عادة طلاب السنة الرابعة أن يتم الاستفتاء على أفضل الأساتذةِ والمعيدين كنوعٍ من التكريم لهم والعرفان بفيضِ عطائهم، ولم يكن مستغربًا إطلاقًا أن يحظى أستاذنا الفاضل الدكتور عصام حشيش- فكَ الله أسره- باختيار غالبية الطلاب كأفضل أساتذة قسم الإلكترونيات والاتصالات الكهربية علمًا ودماثة خلقٍ ونفعًا لأبنائهِ الطلاب، وهو مركز شرفي تنتخبه القاعدة وهم هنا الطلاب ولا يعينه الحاكم وهو هنا العميد أو رئيس القسم، من عجيبٍ أن لم يذهب هذا الشرف لغيره على مدار سنوات دراستي بالكلية، كأنما تفرَّد الدكتور عصام- أكرمه الله- بتغريده وحيدًا خارج السرب.



جلستُ مرةً مع بعض الزملاء ممن خاضوا غمار التدريس بمشاقه الجسام نتفكر، كيف أحرزت كل هذا الحب يا دكتور عصام؟ وأنّى لكَ بثقة الطلاب وبكل هذا التميز المذهل والتفوق المبهر يا أستاذنا العزيز؟ لم أكن أحتاج لجهدٍ فائقٍ لأستكشفَ الإجابة فلم تكن علاقةُ الدكتور عصام بالطلابِ علاقةَ مُدرِّسٍ بتلميذٍ خاويةً مجردةً من العلاقات الإنسانية كما هو العهد بالكثيرين من الأساتذة أصلح الله أحوالهم، بل كان- عجل الله بفك أسره- أبًّا روحيًّا لكافة طلاب القسم، كان طريق الطلاب لتحقيق أي من مطالبهم يمرُ عبرَ الكريم عصام حشيش- كان الله في عون أسرته- الذي لم يغلق بابه يومًا في وجه طالبِ عونٍ أو يتأخر عن إسداء النصيحة لمَن يحتاجها.



كان ديدنه وشعاره "خير الناس أنفعهم للناس"، لا أنسى جهده لضبط جداول الامتحانات لتُلائمَ أبناءه الطلاب وإعداد المدرجاتِ لتيسرَ لهم استيعابَ دروسهم، كان القائم بتنظيم (يوم القسم الرياضي) لكافة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لكسر جمود المواد العلمية، ولا أذكر أن فاته ولو مرة حضور (يوم القسم العلمي) الذي أشرف على تنظيمه يستمع فيه مع رئيس القسم لاحتياجات وشكاوى أبنائه الطلاب ويحرص حرصًا شديدًا على تذليل ما يعترض سبيلهم من صعاب.



أبعد هذا كله يُجازى بالاعتقال رغم مرضه واعتلال صحته؟ أوجه استفهامي لزملائه من الأساتذة ورؤساء الجامعات والوزراء، بل ومن ذات دفعته السيد رئيس الوزراء وهم أعلم الناس بأصالته، بأي جريرةٍ يُؤاخذ وبأي خطيئةٍ يُحاسب الدكتور عصام؟ هل رغبته في إصلاح وطنه الحبيب كبيرة من الكبائر؟ أم أن سعيه الدؤوب للمِّ شتات الأمة الجريحة هو خيانة عظمى للنظام العسكري؟ أم أنه انتقام من كريم خلقه ونبله حين هبَّ يدافع عن أبنائه من طلاب الكلية حين عدا عليهم منذ أعوام قليلة عادٍ من جبابرة أمن الدولة في حدودِ حرمهم الجامعي؟ أم أنَّ قولةَ حق قالها هنا أو سمعتها منه هناك أجازت أن يُردَّ له الصاعُ صاعين وإن كان قالها لإنصاف مظلومٍ أو نصرةً لصاحب حق آخر؟



كأني بك يا دكتور عصام في نصرتك للحق وأهله وبغضك للباطل وجحافله وجيوشه تشابه الرجل من آل فرعون يوم أن التقى القومُ على الفتكِ بموسى وتلمس كل طريقةٍ إلى رضا فرعون بالوشاية بموسى وذكره بكل سوء ومفسدة، فيقف فريدًا وحيدًا وسط الطغيان والفساد، ومن خلال الظلم والظلام، لا يبالي ولا ينافق؛ بل يقذف بالحق من أعماقه، يقذف بالحق على الباطل فيدمغه... ناصعًا كالنور قويًّا كجيوش يحركها الإيمان: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾.



أستاذي الفاضل د. عصام، جعل الله لك من كل ضيق فرجًا ومن كل هم مخرجًا ومن كل بلاء عافية، جعل الله صبرك وصبر أبنائك وأحفادك على ظلم الظالمين وطغيان الطغاة في موازين حسناتكم ورزقك سعادة الدارين وختم لك بالفردوس، تذكر كما عهدناك تذكرنا قول الحق تبارك وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾.



وإلى كل جبار وطاغوت وظالم مفترٍ، وإلى كل من عاون ظالمًا أو يسّر له طغيانه، وإلى كل ما ظنوا أنهم قد نالوا من دعوة الخالدين باعتقالٍ هنا أو تعذيبٍ هناك: أقول هداكم الله وأصلح حالكم وألهمكم رشدكم، ستمضي الدعوات في طريقها خالدة ماجدة عزيزة فإما أن تلحقوا بركب الجنان فتفوزوا برضا الله الذي ترك لكم باب التوبة دومًا مفتوحًا على مصراعيه، وإما أن تختاروا طريق الظُّلمة وأعوان الظَّلمة وهم أيضًا من الظَّلمة كما عرَّفهم الإمام أحمد بن حنبل فالله حينها حسيبكم ووكيلكم، إن شاء عذبكم وإن شاء عفا عنكم ولكم في قصص القرآن ونهايات الظالمين وصورة فرعون السجن الحربي حمزة البسيوني على الطريق الصحراوي، وقد مزقت جسده أسياخ الحديد عبرة بالغة، فهل تغني النذر؟؟



وأختم بكلمة لكل من ضاق صدره بتجدد سياط الجلاد وحلكة ظلمة الليل البهيم أو من استأخر نصر الله الذي كتب موعده في اللوح المحفوظ، فأذكر بكلمات للإمام الشهيد حسن البنا- وسع الله له في قبره مد بصره- في رسالة المؤتمر الخامس: "اسمعوها مني كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر في مؤتمركم هذا الجامع: إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده، أجل قد تكون طريقًا طويلة ولكن ليس هناك غيرها، إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات، ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك على الله، ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين: (إما النصر والسيادة، وإما الشهادة والسعادة).

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
.
مهندس إتصالات ..الولايات المتحدة

Wednesday, April 4, 2007

السجان و المسجون




كلمات و إخراج :زينب الصولي