قال تعالى :الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

Saturday, June 30, 2007

اللهم أشفه و فك أسره

الداخلية اعتقلته بتهمة غسل أموال الإخوان رغم أنه لا يملك شركة استثمارية ليغسل فيها أمواله !

الأزمة الصحية التى تعرض حياة الدكتور عصام حشيش للخطر ، كانت متوقعة إلى حد كبير فى ظل الظروف السيئة التى يعيشها فى معتقلات النظام منذ ما يقرب من سبعة اشهر بعد القبض عليه ضمن أربعين آخرين من قيادات الإخوان أحيلوا للمحاكمة العسكرية فيما عرف بقضية غسيل الأموال .
الدكتور عصام حشيش أستاذ هندسة الالكتورنيات بجامعة القاهرة ، الذى تتهمه الداخلية بغسل الأموال لا يملك شركات يغسل فيها الأموال أصلاً ، ولا يعمل بالبيزنس من الأساس !
حصل الدكتور حشيش على لقب الأستاذ المثالي لجامعة القاهرة عام 2005 ، كما منحته الجامعة جائزتها التشجيعية عام 2004 بالاضافة إلى حصوله على 8 نياشين فى مناسبات مختلفة من الجامعة فضلاً عن شهادات تقدير متنوعة فان عصام حشيش متعدد المواهب و الأنشطة و له إسهامات عديدة سواء فى المجالات الاجتماعية أو على المستوى الاكاديمى الذى حقق فيه العديد من الإنجازات منها على سبيل المثال إعداد و تنفيذ عدد كبير من المشروعات المتعلقة باكتشاف المعادن و المياه الجوفية بالمناطق المصرية عن طريق استخدام الجس الكهرومغناطيسي بالاضافة إلى بحوث تصميم الاتصال على نظم الأقمار الصناعية ، فضلاً عن إشرافه على أكثر من 35رسالة ماجستير و دكتوراه و نشر ما يزيد على 50 مقالة علمية فى المجالات المتخصصة داخل مصر و خارجها ، كما يشغل العديد من المناصب العلمية منها شغله منصب نائب مدير مركز التكنولوجيا العالمية منذ 3 سنوات .

و على المستوى الاجتماعي كان لحشيش بصمات يذكرها زملاؤه و رؤساؤه الذين سارعوا بالتدخل لنقله إلى مستشفى قصر العيني فور علمهم بمرضه و قبل ذلك تنظيمهم لوقفات احتجاجية متعددة بكى فيها طلابه و أصدقاؤه منذ اعتقاله ، كما يشغل عضوية 12 مجلساً و لجنة فى مجالات العمل الاجتماعي أبرزها كونه مقررا لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بجامعة القاهرة .

و الدفاع عن سجناء الرأى ، إلا أن كل ذلك لم يغفر لحشيش عند زبانية الداخلية الذين اقتادوه إلى غياهب معتقلاتهم رغم علمهم باعتلال صحته قبل أيام من اعتقاله بسبب مشاكل صحية فى شرايين قلبه .

ليست هذه هى المرة الوحيدة التى يسدد فيها الدكتور عصام حشيش ضريبة إيمانه بأفكار قد لا نؤديها و لكن لا بد أن نحترمها ، فقد سبق اعتقاله مرتين قبل ذلك أولاها فى عام 1981 عندما اعتقلته الداخلية بعد مقتل السادات ليقضى أربعة عشر شهرا داخل المعتقلى قبل أن يفرج عنه بدون محاكمة .

أما الثانية فكانت فى عام 1995 م و استمرت لأربعة اشهر أحيل خلالها إلى الحاكم العسكرية و حصل على حكم بالبراءة و كانت تهمته وقتها مشاركته لآخرين فى التقدم بطلب لتأسيس حزب وسط .

نقلا عن جريدة الدستور

Thursday, June 28, 2007

مقال للكاتبة نجلاء بدير

مقال للكاتبة : نجلاء بدير

أعتذر عن أسباب انقطاعي عن الكتابة لأسباب كثيرة لا أستطيع سردها ، وبالنسبة لمن يعرفني فالطبيعي أن أتوقف عن الكتابة ، فى حين أن العودة لكتابة هو الخبر الذى يستحق التوضيح ، لماذا قررت العودة ؟
قررت العودة لأكتب اننى زرت د . عصام حشيش فى قصر العيني بدون سابق معرفة و اتسعت ابتسامة عندما سمع أسمى و أشار إلى جريدة (( الدستور )) الموضوعة بالصدفة بجوار سريره فى المستشفى ، و قال ببساطة أنا عارفك كويس .
قبل الزيارة بيوم قرأت فى جريدة (( الدستور )) أن د . عصام حشيش أصيب بأزمة قلبية بعد نزيف معدة ، و انتقل إلى قصر العيني ، فشعرت أن زيارة واجبة و اعتماداً على اننى اعرف قصر العيني ، كما اعرف بيتنا ، انطلقت بدون تفكير ، حتى وصلت إلى سرير ممدد عليه رجل فى غيبوبة على جهاز تنفس صناعي ، شهقت بمجرد رؤيته ، التفت إلى الممرضة الواقفة قريباً فسألتها (( هو ده الدكتور عصام )) أجابت (( و مالك اتخضيتى كدة ليه )) ، قلت (( لأني فاكراه كويس )) فأشارت إلى غرفة أخرى (( الدكتور هناك و هو كويس و أحنا كلنا بناخد بالنا منه )) .
لا اعرف شكله إلا من الصور القليلة التى تنشر له فى الصحف ، و هى مختلفة كثيراً عن الحقيقة ، الروح مختلفة ، الطاقة التى تشع من عينيه ، الابتسامة الهادئة المطمئنة التى تملا وجهه ، ثم إصراره على التأكيد بان صحته تحسنت جداً .
رغم اننى عرفت من اصدقائى الأطباء أن حالته غير مستقرة ، و أن علاجه صعب حيث أن الأدوية التى لا يمكن الاستغناء عنها لعلاج القلب تسبب تدهور حالة قرح المعدة المستعدة للنزف .
لم أقدم له نفسي و لم يسألني ، فعرفت انه من ذلك النوع النادر الذى يعتبر نفسه صديقاً لكل البشر ، سمع أسمى بالصدفة عندما سالتنى الطبيبة (( حضرتك دكتورة هنا ؟ )) .
خرجت من الزيارة محلقة ممتلئة بطاقة ذكرتني بالطاقة التى كان ينقلها لي (( سعد الموجى )) رحمه الله عندما كنت أزوره فى نفس المكان .
الإيمان بفكرة هو ما يجمع بين سعد الموجى المناضل اليساري و بين عصام حشيش المناضل الإخوانى .
بمنتهى الانتهازية و الاستغلال قررت أن أتطفل على د . عصام يومياً لتنتقل لي بعض من طاقته ، فأكتب ، تماماً كما كنت افعل مع عم سعد .

نقلاً عن جريدة الدستور
28-6-2007

Thursday, June 21, 2007

نسألكم الدعاء

تعرَّض الدكتور عصام حشيش- الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة وأحد المحالين إلى المحكمة العسكرية- لأزمةٍ
صحية بالقلب، في ساعةٍ مبكرةٍ من صباح أمس الأول، وهو ما دفع الإخوان المعتقلين معه في الزنزانة بمطالبة إدارة السجن بسرعة نقله إلى المستشفى منذ الفجر؛ إلا أنه تم نقله إلى مستشفى الليمان قرب العصر رغم سوء حالته، إضافةً لتدني إمكانيات هذه المستشفى.وبعد محاولات قام بها نجله وتوصيات الأطباء وافقت إدارة السجن على نقله ظهر اليوم الأربعاء إلى مستشفى المنيل الجامعي؛ وبالفعل تحرَّكت سيارة الإسعاف وانتقلت به إلى مستشفى المنيل الجامعي وأثناء قيام نجله بإجراءات الدخول أصرَّت قوة السجن على أن يظل الدكتور حشيش داخل سيارة الإسعاف حتى تنتهي الإجراءات، وفي أثناء تغيب ابنه لمدة عشرة دقائق قام الأمن بإعادته إلى مستشفى الليمان بحجة أن أوامر جديدة صدرت بعودته ونقله للمنيل الجامعي بعد أسبوع
تم نقل د/ عصام لمستشفى القصر العيني الفرنساوي يوم الخميس

Wednesday, June 20, 2007

ما كتب عنه ف الصحف

مقالات أخرى من الصحف

Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us

المصري اليوم : محامي خصوصي لكل مواطن

المصرى اليوم (128 )

محامى خصوصى لكل مواطن

تابعت الأسبوع الماضى برنامج "على الهواء" (أوربت) حيث نصح دكتور فتحى سرور (رئيس مجلس الشعب) كل مواطن بضرورة استبقاء رقم "محاميه الخاص" معه في حال مداهمة الأمن لبيته (دون إذن قضائى طبعا). و قد أذهلنى من بين أشياء أخرى اعتقاد د. سرور أن من المسلم به أن كل مواطن مصرى له محاميه الخصوصى المتأهب لنجدة موكله في حال اقتحام بيته أو اعتقاله. لن أذكّر الدكتور سرور بسكان قلعة الكبش النائمين في العراء منذ أسابيع أو أسأله إن كان يتوقع أن من لا بيت له بإمكانه استئجار محامى خصوصى (أو عام) و لكنى سأسأله إن كان مواطنى الطبقة الوسطى يمتلكون تلك الرفاهية! و إن كانت العبرة بالتطبيق كما يؤكد لنا دوما فإليه أهدى رسالة دكتورة سميرة محمد أحمد، زوجة العالم المصرى المعتقل د. عصام حشيش.

"حينما أخذوا زوجي الدكتور عصام حشيش قال "أستودعكم الله" فقلنا له "نستودعك الله" أيضًا، وهكذا أصبحنا في كنف الله جميعًا ;أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ; (الزمر: من الآية 36.

كنتُ أردد هذه الآية للأولاد حينما توعدنا أحدهم بالرجوع مرةً أخرى بعد اقتياد زوجي معهم و إصرارهم على أخذ مفتاح الشقة و تهديد زوجي بأنه سوف يعود مرةً أخرى.

لكن لم يخطر ببالي أنه سوف يُنفذ هذا التهديد؛ كنتُ رغم ما حدث من اعتقالٍ ظالمٍ لزوجي وأمرٍ مجحفٍ بعدم التصرف في أموالنا التي ما جمعناها إلا من كدٍّ ومن تعب؛ فلم نتاجر في الفياجرا ولم نتاجر في المخدرات ولم نتاجر في أرواح البشر ولم نتاجر بصحةِ الناس؛ كنت رغم كل هذا أظن أنه ربما توجد خطوط حمراء لكرامة الإنسان؛ ولكني صدمتُ لما حدث معي يوم الإثنين 13/3/2007، الساعة التاسعة مساءً فقد كان يفوق كل ما حدث لنا من قبل من إرهاب.

حينما طرقوا عليَّ الباب وأنا بمفردي في الشقة زاعمين أني أُخبِّأ أحدًا عندي بالمنزل ذكرتُ لهم أني بمفردي في الشقة وليس معي أحدٌ من أولادي ولا أستطيع أن أفتح لهم الباب إلا في وجود أحد من أولادي؛ وطلبت منهم أن يمهلوني للاتصال بأحد أبنائي ليحضر ولكنهم رغم ذلك استمروا في الطرق على باب المنزل بعنفٍ شديدٍ وتهديدي بكسر باب الشقة؛ حتى حينما قلتُ لهم إني سوف أرسل للصحافة لترى ما تفعلونه بالنساء بعد أخذ أزواجهن قالوا: "أنتِ عارفة إن إحنا مش بيفرق معنا صحافة"؛ وحينما طلبتُ منهم إذن التفتيش قالوا "إحنا مش بتوع أذون، وأنتِ تعلمي هذا فدائمًا نأتي دون إذن".. بالطبع ودون خوفٍ من المساءلة من أحدٍ لأنَّ هذه أشياء ليست في قاموسهم.

كلما أتذكر محاصرتهم لي وأنا امرأةٌ مسنةٌ- أبلغ من العمر 55 عامًا- في بيتي و تهديدهم لي بكسر باب منزلي أشعر بأنني في ذلك اليوم لم أكن في بلدي التي أُحبها وما زلتُ أحبها وسوف أظل أحبها مهما فعلوا بنا، بل شعرتُ لحظتها أنني في العراق وأنَّ المحاصرين لي هم أمريكان يقتحمون بيتًا أعزلاً كما نرى في نشرات الأخبار أو حتى في فلسطين محاصرين بجنود الاحتلال.

إحساس فظيع أن تشعر بعدم الأمان في بلدك وفي بيتك، مرَّ بي سريعًا، ثم تلته رحمات الله وسكينته عليَّ وتذكرتُ كلمات زوجي "أستودعكم الله" فاستشعرت معية الله معي.

كنتُ أعلم معية الله علم اليقين فأصبحتُ أراها عين اليقين تبدَّل خوفي أمنًا واضطرابي ثباتًا وأحسستُ بالاطمئنان لحفظ الله لي، وبعد أن كنت أخشى من فتح الباب وبعد نصف ساعة من الترويع لي من الخارج وإصراري على عدم فتح باب المنزل إلا بوجود أبنائي وإظهار إذن التفتيش الذي لم يكن معهم ولم يظهروه لي اضطررتُ أخيرًا أن أفتح باب المنزل وحفظني الله".

و تنهى زوجة د. عصام حشيش رسالتها بتساؤلات عن حقوق المواطنة التى تغيرت من أجلها مواد الدستور و عن موقف المجلس القومى للمرأة من واقعة كهذه و عن من يسترد لها حقوقها المهدرة من أموالها التى لا يمكنها التصرف فيها و صحتها و صحة أولادها التى تأثرت بما يحدث.

لقد حدثت تلك الواقعة قبل إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة. و يبدو أن د. سرور كان يعنى ما قاله عن ضرورة الاحتفاظ بأرقام المحامين الخصوصيين. فلتنسوا أيها المواطنون مصاريف التعليم و الدواء و السكن و الطعام كى تدفعوا للمحاميين. و بالمرة انسوا تلك الكلمات البراقة التى يضحك بها المعارضون الجهلاء عليكم و المسماة "حرية" و "كرامة" و "مواطنة" و "انتماء". و أهلا بكم في زمن التعديلات.
د. سحر الموجى

Thursday, June 7, 2007

عصام حشيش والبركة المنزوعة

عصام حشيش والبركة المنزوعة
د. صلاح عـز

كنت أنوي الكتابة اليوم عن حسني مبارك وفؤاد السنيورة ، الرئيس "فاقد الشرعية" للحكومة اللبنانية ، كوجهين لعملة واحدة في سوق الظلم والإستكبار. لكني إخترت تأجيل هذا الموضوع بعد مطالعتي لصورتي عصام حشيش وهاني هلال (مع حفظ الألقاب) في عدد السبت الماضي (وكل منهما زميل في كلية الهندسة جامعة القاهرة) مع رسالة من الأخت الكريمة زوجة حشيش تشكو فيها ما وقع عليها وعلى أبنائها وأحفادها من ظلم وعدوان.
لقد بدأت معرفتي بعصام حشيش منذ عشرين عاما بعد عودتي من الولايات المتحدة عندما إتصل بي طالبا ترشيح نفسي على قائمة التيار الإسلامي في إنتخابات نقابة المهندسين ، وبعدها طلب مني ترشيح نفسي لعضوية مجلس إدارة نادي هيئة التدريس في إنتخابات النادي . ومن خلال عضويتي في النقابة والنادي توطدت علاقتي بحشيش وبنخبة كبيرة من الإسلاميين إخوان وغير إخوان. ومن بين كل الصداقات التي كونتها خلال هذين العقدين ، كان حشيش هو دائما الأحب إلى نفسي والأقرب إلى قلبي. وعلى المستوى الإنساني لا أظن أن هناك من لم يتأثر به ، فهو المحبوب من طلابه وزملائه وإخوانه ، وهو السمح البشوش مع مخالفيه والذي لم أراه يوما غاضبا حتى عندما كنت أشكو له تصرفات غير لائقة كنت أراها من بعض (الإخوان) في النقابة. ولذا كنت كلما قرأت خبرا عن إعتـقالات في صفوف الإخوان ، أمر بسرعة على الأسماء خوفا من أن يكون حشيش مدرج في القائمة ، وهو ما جرى أخيرا على خلفية الضوضاء التي إفتعلتها جماعة من الأفاقين في الصحف "القومية" وجدوا فيما جرى من طلبة الإخوان في جامعة الأزهر فرصة للإصطياد في الماء العكر. صحيح أن هناك من أقلقه سلوك الطلبة الأحمق باستعراض مهاراتهم القتالية ، وأعرب عن قلقه بموضوعية ، إلا أن غالبية من تناولوا هذه المسألة رأوا فيها فرصة لضرب عدة عصافير بحجر واحد : تـنفيس أحقادهم ضد الإسلاميين وإرضاء الحاكم ونفاقه وإقصاء أقوى الخصوم السياسيين ، وبالتالي تمهيد الأرض لتوريث سلس. وهؤلاء (جنود فرعون) يتحملون المسئولية الأكبر فيما جرى لحشيش وزملائه المعتـقلين وزوجاتهم وأطفالهم وأحبائهم.
أما هاني هلال ، فلم تكن معرفتي به وثيقة كمعرفتي بحشيش ولكني أعرف عنه سيرته الحسنة وإخلاصه لعمله ، وخدماته التي قدمها للجالية المصرية في فرنسا عندما كان منذ سنوات قليلة ملحقا ثـقافيا بالسفارة المصرية في باريس. ولذا أحسست بالإشفاق عليه عندما علمت بنبأ تعيينه وزيرا في حكومة حزب مبارك ، وتوقعت أن يقع في نفس الفخ الذي وقع فيه كثيرون قبله من المخلصين الذين كانوا يظنون أنهم يمكنهم من موقع الحزب الحاكم تقديم خدمات وتحقيق إنجازات. لكن هلال لم يلتـفت إلى أن وجوده في باريس ، بعيدا عن المناخ المسموم المحيط بنظام فاسد حتى النخاع ، ليس كوجوده في قلب هذا النظام. لقد دمرت حكومات مبارك خلال ربع القرن الماضي جامعات مصر تعليميا وبحثيا وأخلاقيا. وهاني هلال يعرف كيف كانت الجامعة ونحن طلبة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود وكيف أصبحت. ومع ذلك يعتـقد أنه يستطيع ــ وهو يعمل ضمن هذه المنظومة الفاسدة ــ أن يصلح في أعوام قليلة ما جرى من تخريب خلال ربع قرن.
واقع الحال هو أن الله لا يصلح عمل المفسدين وأن فاقد الشئ لايعطيه ، وأنه لو كان هناك ولو القليل من الإيمان والتـقوى لدى قيادات هذا البلد لما نزعت البركة ، وأنه لايوجد ما يدلل على ذلك مثل الزج بخيرة مواطني مصر من أساتذة وأطباء ومهندسين في المعتـقلات. إن إعتـقال عصام حشيش وإخوانه هو عار لمصر وإستدعاء لسخط الله وغضبه ، وكم كنت أتمنى أن أرى هاني هلال مشاركا لزملائه في كلية الهندسة والجامعة في وقفاتهم الإحتجاجية على ما جرى لزميله. لن أتحدث عن أحمد نظيف ، وهو زميل حشيش في نفس القسم ، فأنا لا أعرفه. وإنما أتحدث عن هلال الذي أعرفه وأتمنى أن يكون ولاؤه لزملائه وللقيم الإنسانية أقوى من أي ولاء آخر، وأن يكون مشروع القانون الذي هو بصدد إصداره معبرا عن مصالح زملائه وليس عن أهواء لجنة السياسات ، وأن تكون اللائحة الطلابية الجديدة معبرة عن مصالح الطلبة وليس عن أهواء ضباط جهاز البوليس السياسي المعروف بأمن الدولة . أما أن يجري تخريب القانون واللائحة تحت عنوان الإصلاح كما جرى للدستور ، فسيكون ذلك أكبر ظلم يوقعه هاني هلال بنفسه.
نحن الآن تحت الصفر في الجامعة وفي كل شئ ، حتى أصبحنا دولة لا قيمة لها إقليميا ودوليا إلا بقدر من نقدمه من خدمات لأميركا وإسرائيل. ولن نصعد إلى الصفر إلا بزوال حكم مبارك ووريثه وتحرير مصر من قبضة أدوات أميركا وإسرائيل وتحرير الجامعة من جهاز أمن الدولة والمجئ بقيادة شعبية منتخبة تشرف على وضع دستور نقي وإجراء إنتخابات نزيهة. عندئذ فقط يمكننا البناء من الصفر وإصلاح ما إرتكبته الأيادي الآثمة من تخريبات دستورية وتشريعية وأخلاقية.

Tuesday, June 5, 2007

هذه كانت كلمات الطلاب إليه أثناء مسيرة 14 فبراير 2007


يا عصام يا إنسان إحنا معاك ضد الطغيان
يا أستاذنا مش ناسينك حطوا صور بينا و بينك
يا أستاذنا سجنوا علمك وإحنا فداك و لا يهمك
يا طلاب شاركوا معانا صوتك ضد الظلم أمانة
يا حرية إنتى فين ظالم حر و علم سجين
اصرخ قول للظالم لأ لو هنموت علشان الحق
مية بوابة و مية سجان كدبة قالوها حقوق إنسان

Saturday, June 2, 2007

من قاعات المحاضرات إلى قاعات المحاكم العسكرية

انتاب أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة شعور عميق بالصدمة إزاء تحويل اثنين من زملائهم الأساتذة، وهما الأستاذ الدكتور/ عصام حشيش الأستاذ بكلية الهندسة، والأستاذ الدكتور/ محمود أبو زيد الأستاذ بكلية الطب إلى القضاء العسكري للمحاكمة بتهم غامضة يصعب تصديقها مثل غسيل الأموال وتمويل أنشطة تدعو إلى العنف والإرهاب.

وقد احتج أساتذة جامعة القاهرة من قبل على مجرد اعتقالهما وحبسهما احتياطياً دون مبرر واضح، حيث دعا مجلسا القسمين اللذان ينتميان إليهما، قسم الجراحة بكلية الطب وقسم هندسة الاتصالات والإلكترونيات بكلية الهندسة، إلى وقفتين احتجاجيتين للتعبير عن رفض استمرار حبسهما احتياطياً، وذلك لانتفاء مبررات ذلك الحبس نظراً لما لهما من مكانة علمية وأدبية، ولضمان مثولهما أمام النيابة للتحقيق فيما نسب إليهما في أي وقت تشاء، وقد أبدى الأساتذة رغبة في عدم التدخل في سير التحقيقات احتراماً لأحكام القانون وسير إجراءات العدالة.
وبالفعل، فقد حكم القضاء المصري الشريف، بإخلاء سبيل أ.د/ محمود أبو زيد فوراً، ومن سراي المحكمة، لعدم وجود ما يبرر احتجازه أو استمرار التحقيق معه، وقد استبشر الجميع خيراً بهذا الحكم، حيث اطمأنوا إلى الضمانات التي يكفلها القانون للحفاظ على كرامة المواطن المصري وعدم التعدي على حريته، والتي طبقها القاضي المصري النزيه بشكل حاسم لا يرقى إليه الشك

إلا أنه بدلاً من أن يعود أ.د/ محمود أبو زيد إلى أسرته وإلى كليته وطلبته، صدر أمر باعتقاله إدارياً مع مجموعة من الزملاء من الجامعات الأخرى، ثم كانت الطامة الكبرى بتحويله، مع أ.د/ عصام حشيش وعدد من الزملاء الآخرين إلى القضاء العسكري دون سبب مفهوم، في وقت كنا نظن فيه أن زمن إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية قد ولى بغير رجعة، وأن الكلمة الفصل الأخيرة في براءة أو إدانة أي مواطن هي للقضاء الطبيعي.
وقد دأب الكثير من الزملاء منذ صدور قرار الإحالة إلى القضاء العسكري على مطالبة نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة إلى اتخاذ إجراءات كفيلة بحماية حقوق الزملاء والدفاع عنهم إزاء الظلم البين الذي يتعرضون إليه وخاصة أن الأحكام العسكرية تعتبر أحكاماً نهائية غير قابلة للطعن

وحيث أن النادي لا يملك غير الكلمة والاحتجاج بالطرق السلمية الشرعية، فإن مجلس إدارته قرر أن يقوم بما يلي:
1- مطالبة السلطات المعنية بالتراجع الفوري عن هذا القرار الظالم الذي ليس له سند قانوني إلا قانون الطوارئ الجاثم على صدورنا منذ عشرات السنين، حيث أن الرجوع للحق فضيلة كبيرة.

2- تنظيم وقفة احتجاجية بكلية الهندسة – جامعة القاهرة في تمام الساعة الحادية عشر والنصف من صباح الأربعاء 28 فبراير 2007 أمام مبنى الإدارة، ودعوة الزملاء من جميع الكليات للمشاركة فيها، استجابة لدعوة زملاء أ.د/ محمود أبو زيد وأ.د/ عصام حشيش، واحتجاجاً على تحويل المدنيين إلى محاكمات عسكرية مما يعيدنا إلى مصاف الدول المتخلفة حضارياً والتي لا تراعي فيها أبسط حقوق الإنسان بالمثول أمام قاضيه الطبيعي إذا اتهم بجرم ما.
3- توكيل بعض كبار المحامين لمتابعة قضايا الزميلين العزيزين حتى يتم الإفراج عنهما بمشيئة الله.

وسوف يتم في أثناء الوقفة جمع توقيعات الزملاء الراغبين في التعبير عن موقفهم الرافض لهذا الإجراء، ونشر موقفهم هذا على أوسع نطاق حتى يستجيب المسئولون برفع ذلك الظلم البين والرجوع إلى صوت العقل، خاصة وقد صدر قرار بالإفراج عن جميع طلاب جامعة الأزهر المحبوسين على ذمة القضية التي أثارت كل هذا اللغط، وهو ما نعتبره خطوة إيجابية على الطريق الصحيح للقضاء على مصادر احتقان داخلي لا داعي له، حتى تستطيع الأمة التفرغ لمواجهة ما يواجهها من تحديات مصيرية صفاً واحداً دون فرقة أو تشرذم.

مع تحيات مجلس الإدارة