إلى زوجي الحبيب..
ربح البيع.. ربح البيع أبا عبد الله، وأعاهدك ألا أنسى أن بيننا وبين الله عهدًا، وأنا بعنا أنفسنا وأموالنا لله، وأن الله اشترى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ) (التوب: من الآية 111)، وأقول لك كما قالت السيدة خديجة رضي الله عنها "والله لا يخزيك الله أبدًا؛ فإنك تصل الرحم، وتقري الضيف، وتُعين على نوائب الدهر"، وأُشهد الله أني ما رأيت منك إلا الأخلاق التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كل معاملاتك معي كزوج؛ بل وأخ وأب وحبيب، بل في تعاملك مع الأهل مع الجيران مع الأصدقاء مع الأعداء، وإن كنت لا أرى لك أعداءً؛ فكل من تعامل معك بحق أحبَّك وشهد لك بذلك، فجزاك الله عني وعنهم خير الجزاء.
إلى إخوانه الكرام..
رأيت في تعاملكم خلال مدة العام والنصف التي جمعتنا فيها المحنة "المنحة" تعامل الفرسان النبلاء وأخلاقهم، وأذكِّركم أن العالم ينظر إليكم فأروهم كما عودتمونا من أنفسكم خيرًا، ولا تبالوا ببعض ما يقال أو يُكتب؛ نتيجةَ جهلٍ من بعض الناس؛ فتلك طبيعة دعوتكم التي تسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أو من يعلم ولكن يريد المزايدة عليكم وبكم، واعلموا أن الله لن يضيع جهادكم، وليس من يتكلم كمن اختبر وعايش وباع لله؛ فأبشروا بنصر قريب، والله إني لأراه قادمًا بإذن الله.
إلى أولادي وأحفادي حبات القلوب..
أعلم مدى حبكم لأبيكم وحدكم، ومدى تألُّمكم من أجله، وكم هو في احتياج أن يكون بينكم، ولكني أقول لكم قول الله عز وجل: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ) (النساء: من الآية 104).
فكل لحظة ألم ستكون بأجر إن شاء الله ورفع لدرجاتكم إن صبرتم؛ أما من كان سببًا في أملكم فسوف يكون حاله كما قال الله سبحانه وتعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28)) (الفرقان)، ويومها سوف يتبرَّأ كل متبوع ممن تبعه وكل تابع ممن اتبعه وباع دينه من أجل دنياه.. (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167)) (البقرة).
أقول لكم يا أحبة قلبي.. أرجو بل أنتظر منكم أن تُثبِتوا لأنفسكم ولكل من ينظر إليكم أنكم تنتمون بحق إلى ذلك المجاهد الصابر، وأن تكونوا قدوةً لغيركم في الثبات، وإني لواثقةٌ من الله أنه لن يخذلنا فيكم.
إلى أخواتي في الله.. الزوجات الصابرات المحتسبات..
أقول لهن: اثبُتن؛ فإنكنَّ على الحق، وكنَّ عونًا لأزواجكن على الثبات، والله إني لأفخر بانتمائي لكنَّ؛ لما رأيته منكن من كل خصال جميلة وصبر جميل كان يخفِّف عنِّي ألم المحنة "المنحة" بإذن الله، وثِقْنَ بأن الله لن يضيع أجركن بإذن الله.
إلى كل من وقف معنا وساندنا بالقول أو بالدعاء أو بالعمل..
جزاكم الله عنا خير الجزاء؛ فكنتم لنا خير عون على تخطِّي هذه المحنة، وأقول لكم: اطمأنوا فنحن بحمد الله في معيته سبحانه؛ نشعر برحماته تتنزل علينا، وإنا إن شاء الله سائرون في نفس الطريق، لن يصرفنا عنه شيء.
إلى كل من ظلمنا وكان أداة في ظلمنا..
لست أدري هل أدعو عليكم ألا يسلِّطكم على أحد بعدنا أبدًا أم أدعو لكم أن كنتم سببًا في معايشتنا للقرآن بعد أن كنا نقرؤه، نعم والله الذي لا إله غيره، لقد كان ظلمكم الشديد سببًا في زيادة فرارنا إلى الله وكتابه؛ فعشنا بمعانيه، وعشنا به، نستمع إلى آيات الله تقول لنا الكثير فأخذناه منهج حياة (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)) (محمد)، فقلنا يا رب استخدِمْنا ولا تستبدِلْنا (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران: من الآية 142)، فقلنا يا رب تقبَّل صبرنا وجهادنا (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ) (التوب: من الآية 111)، فقلنا يا رب تقبل منا، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)) (العنكبوت)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)) (آل عمران) فقلنا يا رب ارزقنا الإيمان والتقوى حتى نستأهل اصطفاءك واجعلنا من الطيبين.. اللهم آمين.
كلمة أخيرة.. إلى مصرنا الحبيبة وكل الشرفاء من أهلها..
والله إنا نتألَّم لحالها أكثر من ألمنا لما ألمَّ بنا.
ونقول للخائفين أو المترقِّبين لحالنا ومن خوَّفوهم بما جرى لنا..
والله إنا بفضل الله ومنَّته أحسن حالاً مما تتصورون.
بفضل هذه المحن يزيد الزاد للمضي على طريق الدعوة؛ كالذهب كلما انصهر زاد نقاءً بحمد الله.. والله أكبر ولله الحمد
ربح البيع.. ربح البيع أبا عبد الله، وأعاهدك ألا أنسى أن بيننا وبين الله عهدًا، وأنا بعنا أنفسنا وأموالنا لله، وأن الله اشترى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ) (التوب: من الآية 111)، وأقول لك كما قالت السيدة خديجة رضي الله عنها "والله لا يخزيك الله أبدًا؛ فإنك تصل الرحم، وتقري الضيف، وتُعين على نوائب الدهر"، وأُشهد الله أني ما رأيت منك إلا الأخلاق التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كل معاملاتك معي كزوج؛ بل وأخ وأب وحبيب، بل في تعاملك مع الأهل مع الجيران مع الأصدقاء مع الأعداء، وإن كنت لا أرى لك أعداءً؛ فكل من تعامل معك بحق أحبَّك وشهد لك بذلك، فجزاك الله عني وعنهم خير الجزاء.
إلى إخوانه الكرام..
رأيت في تعاملكم خلال مدة العام والنصف التي جمعتنا فيها المحنة "المنحة" تعامل الفرسان النبلاء وأخلاقهم، وأذكِّركم أن العالم ينظر إليكم فأروهم كما عودتمونا من أنفسكم خيرًا، ولا تبالوا ببعض ما يقال أو يُكتب؛ نتيجةَ جهلٍ من بعض الناس؛ فتلك طبيعة دعوتكم التي تسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أو من يعلم ولكن يريد المزايدة عليكم وبكم، واعلموا أن الله لن يضيع جهادكم، وليس من يتكلم كمن اختبر وعايش وباع لله؛ فأبشروا بنصر قريب، والله إني لأراه قادمًا بإذن الله.
إلى أولادي وأحفادي حبات القلوب..
أعلم مدى حبكم لأبيكم وحدكم، ومدى تألُّمكم من أجله، وكم هو في احتياج أن يكون بينكم، ولكني أقول لكم قول الله عز وجل: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ) (النساء: من الآية 104).
فكل لحظة ألم ستكون بأجر إن شاء الله ورفع لدرجاتكم إن صبرتم؛ أما من كان سببًا في أملكم فسوف يكون حاله كما قال الله سبحانه وتعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28)) (الفرقان)، ويومها سوف يتبرَّأ كل متبوع ممن تبعه وكل تابع ممن اتبعه وباع دينه من أجل دنياه.. (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167)) (البقرة).
أقول لكم يا أحبة قلبي.. أرجو بل أنتظر منكم أن تُثبِتوا لأنفسكم ولكل من ينظر إليكم أنكم تنتمون بحق إلى ذلك المجاهد الصابر، وأن تكونوا قدوةً لغيركم في الثبات، وإني لواثقةٌ من الله أنه لن يخذلنا فيكم.
إلى أخواتي في الله.. الزوجات الصابرات المحتسبات..
أقول لهن: اثبُتن؛ فإنكنَّ على الحق، وكنَّ عونًا لأزواجكن على الثبات، والله إني لأفخر بانتمائي لكنَّ؛ لما رأيته منكن من كل خصال جميلة وصبر جميل كان يخفِّف عنِّي ألم المحنة "المنحة" بإذن الله، وثِقْنَ بأن الله لن يضيع أجركن بإذن الله.
إلى كل من وقف معنا وساندنا بالقول أو بالدعاء أو بالعمل..
جزاكم الله عنا خير الجزاء؛ فكنتم لنا خير عون على تخطِّي هذه المحنة، وأقول لكم: اطمأنوا فنحن بحمد الله في معيته سبحانه؛ نشعر برحماته تتنزل علينا، وإنا إن شاء الله سائرون في نفس الطريق، لن يصرفنا عنه شيء.
إلى كل من ظلمنا وكان أداة في ظلمنا..
لست أدري هل أدعو عليكم ألا يسلِّطكم على أحد بعدنا أبدًا أم أدعو لكم أن كنتم سببًا في معايشتنا للقرآن بعد أن كنا نقرؤه، نعم والله الذي لا إله غيره، لقد كان ظلمكم الشديد سببًا في زيادة فرارنا إلى الله وكتابه؛ فعشنا بمعانيه، وعشنا به، نستمع إلى آيات الله تقول لنا الكثير فأخذناه منهج حياة (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)) (محمد)، فقلنا يا رب استخدِمْنا ولا تستبدِلْنا (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران: من الآية 142)، فقلنا يا رب تقبَّل صبرنا وجهادنا (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ) (التوب: من الآية 111)، فقلنا يا رب تقبل منا، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)) (العنكبوت)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)) (آل عمران) فقلنا يا رب ارزقنا الإيمان والتقوى حتى نستأهل اصطفاءك واجعلنا من الطيبين.. اللهم آمين.
كلمة أخيرة.. إلى مصرنا الحبيبة وكل الشرفاء من أهلها..
والله إنا نتألَّم لحالها أكثر من ألمنا لما ألمَّ بنا.
ونقول للخائفين أو المترقِّبين لحالنا ومن خوَّفوهم بما جرى لنا..
والله إنا بفضل الله ومنَّته أحسن حالاً مما تتصورون.
بفضل هذه المحن يزيد الزاد للمضي على طريق الدعوة؛ كالذهب كلما انصهر زاد نقاءً بحمد الله.. والله أكبر ولله الحمد
1 comment:
well done
Post a Comment