قال تعالى :الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

Tuesday, July 3, 2007

"آهٍ لو تحكمنا يا عمر"





دقت الساعة معلنةً العاشرةَ مساءً حين كنت أشاهد برنامجًا تلفازيًّا عن حقوق الإنسان في مصر الحبيبة، مر بخاطري طيف أستاذي المعتقل د. عصام حشيش حين وقف يومًا يحاضرنا بهندسة القاهرة، مرت الذكريات برأسي تباعًا كأني أراه مبتسمًا يشرح العلوم المستعصية في سلاسةٍ تأبى أن تزور الكثير من زملائه، كأني أسمعه بأدبه الجم يحدثنا عن أنه يفضل استقلال البنات بنصف المدرج الأقرب للباب حتى إذ شبَّ حريقٌ كان خروجهن أسهل، كأني به في تلك الليلة من شهر رمضان وقد مدَّ لطائفةٍ من زملائه مائدة إفطار عامرة، التفتُّ لواحد منهم أسأله فيم كل هذا؟ فيرد هذا هو عصام حشيش الكريم الذي يُنفق عطاء مَن لا يخشى فقرًا ولا حاجة.

تتابعت الذكريات بذهني فاستلقيتُ على السرير وأنا أتثاءب وأسقط نائمًا، وما هي إلا ثوانٍ حتى أيقظني صوت طرقات على باب منزلي وإذا بالساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قفزت من سريري على عجلٍ لأفتح الباب وإذا هم رجال أمير المؤمنين، تراهم فينشرح صدرك وتشعر بالأمان والطمأنينة إذ إنَّ هناك مَن يسهر على حراستك في تلك البلاد السعيدة، فتحت مبتسمًا "يا مرحبًا بزوار الفجر"، تقدَّم كبيرهم معتذرًا: "يا أخي الكريم آسف جدًّا لإيقاظك في هذه الساعة، أمير المؤمنين عمر يحتاجك في استشارةٍ تخص الأمة، وأنت كعهدنا بك لا تنزعج أن نوقظك ما دامت نصرة الأمة والدين تناديك".

تقبلته باسمًا سعيدًا، داعيًا الجميع للاستراحة وشرب الشاي في غرفة الجلوس ريثما أرتدي ثيابي، أبوا جميعًا أن يدخلوا منزلاً في مثل هذا الوقت وأهله نيام تأدبًا بآداب ديننا الحنيف، كرروا الاعتذار مرارًا عن المجيء في مثل هذا الوقت وجاد أحدهم بكيس حلوى للصغير الذي أيقظه صوتي لا أصواتهم، فروا إلى أسفل المبنى ينتظرون في سيارتهم ولحقتُ بهم خلال دقائق وقد أحضرتُ حاسوبي المحمول وبعض الطعام لأضيفهم به، استأذنوا في الانصراف ليستكملوا نشاطهم في حفظ استتباب الأمن- المستقر بطبيعة الحال- ما دمت أعرف الطريق إلى دار الأمير التي لا يغلق بابها في وجه محتاجٍ أبدًا.

لكن قبل أن أنطلق تقدَّم أحدهم "سأقود عنك سيارتك فقد انتهت دورتي في الحراسة لهذه الليلة"، حاولت أن أعفيه من تلك المهمة ليعود إلى داره ويرتاح فقال: "لا عليك، سأصلي قيام الليل في مسجد المخابرات المركزية حتى تنتهي من لقائك بالأمير ثم أعود بك إلى الدار لعلي أكون من ﴿الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾.. انطلقنا وراح هو يدندن بصوته الشجي خلال الطريق: نحن جند الله أبطال الفدا- إن دعانا الحق لبينا الندا.

وصلنا بعد دقائق معدودة إلى هدفنا فقفزت إلى سمو الأمير المنتظر على الباب محتضنًا إياه، استأذن هو من محادثه على الهاتف المحمول ليحييني ثم عاد إليه قائلاً: "لا بأس إذًا، سأحدث خازن بيت المال لنزيد من الطعام المخصص لزوار بيت المقدس ما دام الحجاج المسيحيون قد زاد عددهم هذا العام، وعليك بانتقاء أطايب الطعام لهم يا أخي رجاء" ضحك قبل أن ينهي المحادثة ويلتفت إليَّ قائلاً: "كان هذا أخانا أمير بلاد الشام وكنت أضحك حين حدثني أن الشياطين أرادوا يومًا اختبار مواد كيميائية جديدة فأطعموا أبناءَهم موادَّ ملوثةً بالمبيدات المسرطنة" قلتُ له ضاحكًا "وفي روايةٍ أخرى يا سمو الأمير: أراد زعيمهم إبليس أن يقلل من تعداد سكان بلاده كيلا ينازعه الغوغاء ملكه وجبروته، فأغرق جماعات منهم في سفن خربة وخطط لتتصادم قطاراته العطبة فيتخلص من طائفةٍ أخرى، ثم أبدع فأحرق البعض الآخر خلال تجمعهم في أحد المسارح، وحين ضاق بالقوم ذرعًا أرسل فيهم ناقلات دم ملوثة وأعمل فيهم السموم وأمراض الكبد الوبائية، أرأيت كيف اهتدى لتلك الحيل الشيطانية التي لا يتفتق عنها إلا ذهنٌ لعينٌ جهنمي مثله"، ضحكنا ونحن ندعو المولى عز وجل ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ ونرجوه أن يبارك في رجال هذه الأمة أطهار الذمة والسريرة، أطهار اليد الذين يحرصون أن يذهب كل قرش لمستحقه خشية المولى لا خشية سيف الأمير أو طمعًا في ذهبه.

لحظات من الصمت قطعها الأمير بقوله: "في الواقع نحتاجك في مهمةٍ صعبةٍ يا أخي، لقد طوَّر علماء غرناطة وقرطبة آلة للانتقال عبر الزمن، وقد أردنا أن يجربها ثقة من رجالنا وبعد أخذ الشورى بين مجلس حكماء الأمة أخذًا بقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ استقرَّ الأمر أن نُرسلك إلى المستقبل إن وافقت"، قبل أن أسأل بادرني موضحًا "الأمر بسيط جدًّا ولن يستغرق دقائق، مهمتك فقط أن تستكشف أوضاع الأمة في اللحظة التي ستصل إليها وتنظر كيف تُحكم الأمة هل بجبرية أم بملك عضود أم بخلافة راشدة على منهاج النبوة، لا أكثر من ذلك "، قفز رجاله يضعوني في بدلةٍ خاصةٍ ويرشدوني إلى طريقي تُشيعني ابتسامات الرضا من أمير المؤمنيـن الذي لحق بي على باب الآلة ليعطيني منظارًا مكبرًا قائلاً: "عله يعينك في استكشاف الأوضاع عن بُعد دون أن تضطر للتعامل المباشر، أستودع الله دينك وأماناتك وخواتيم أعمالك، لا تقلق يا أخي ستعود بخيرٍ إن شاء الله"، ابتسمتُ قائلاً: "خيرًا إن شاء الله، أليس الله بكافٍ عبده؟".

ثانيةٌ واحدةٌ مرت أو هكذا شعرت حين أغلق الباب قبل أن تتوقف الآلة وأخرج منها حائرًا، نظرت في الطريق أتفرس في معالمه لعلي أتعرف على الدرب إلى موقف السيارات أو المسجد المركزي حيث يصلي رجال الأمير فما تعرفتُ على شيء ولا بدت لي أي ملامح معروفة، وفجأةً رأيتُ رجال الأمن قادمين من أول الشارع، تهللت أساريري وحثثت الخطا نحوهم ليرشدوني إلى قصر الأمير، لكن لسبب ما بدأت أشعر بالانقباض مع اقترابهم مني وكلما اقتربت منهم زاد انقباضي حتى وجدتهم يجرون نحوي صائحين "إنه ملتحٍ ويبدو ملتزمًا، امسك أصولي"، صاح مارٌ بي وهو يجري "إنهم يأتمرون بك ليحبسوك فاجر يا أخي إني لك من الناصحين"، أطلقت ساقيَّ للريح خلفه والعجب العجاب يتملكني فمنذ متى صار الالتزام جريمةً في دولة الحق والقوة والحرية التي أرسى أركانها ودعائمها أمير المؤمنين عمر، راوغنا في عدة شوارع جانبية حتى أفلتنا من ملاحقة وحوش الفزع الباغية التي كانت تلاحقنا بلا جريمةٍ اقترفناها.

وقفت ألتقط أنفاسي لثوانٍ ثم أمسكت بتلابيب مرافقي صائحًا: "ماذا حدث؟ وأين أمير المؤمنين وعسكر الحق من هذا العبث الإجرامي؟"، نظر الرجلُ إليَّ مندهشًا وهو يقول "عمَّ تتحدث يا أخي الفاضل؟ هل هبطت علينا من كوكب المريخ؟ لقد ولَّى عهد الأئمة الراشدين ونحن نعيش في ظلمٍ متفشٍ منذ عقود، تحكمنا قوانين جائرة ظالمة باغية، وطغمة من فاسدي الذمم كل همهم هو سرقة قوت الشعب، لا يتورعون عن قهر المظلومين بيانًا، وأكل الأموال عدوانًا، وابتغاء رضا الغرب بسخط المولى عز وجل جهارًا نهارًا، ولا يُبَث فينا إلا إعلام فاسد ماجن لا هدفَ له إلا سحق كل القيم والأخلاق والمبادئ التي نقرأ عنها في كتب التاريخ فقط، وكل قوات الأمن والشرطة والجيش مُسَخرة لخدمة الحاكم الظالم وسحق مَن يتجرأ من الشعب المسكين على استحضار حديث الحبيب المصطفى الذي صححه الشيخ الألباني: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" وما بقي لنا من أئمة الهدى والتقى والرشاد أحد، فهم إما خلف القضبان أو قد فاحت رائحة دمائهم الزكية الطاهرة، فالحرية عندهم هي حرية الانحلال والخلاعة لا حريةَ الدين والعقيدة، إنهم يا أخي قد طاردوا الأصولي وكرموا المنافق الوصولي".

دارت بي الأرض وكدت أسقط وأنا أحاول أن أستوعب ما يقوله محدثي، لم يمهلني لأسأله متى وكيف حدث هذا بل جذبني لنرتقي إلى سطح أحد المباني وهناك رأيت لوحةً عملاقةً تحجب ضوء القمر في مدخل الشارع "مرحبًا بك في دولة الظلم والفساد والاستبداد، كن خانعًا تافهًا أو تابعًا حقيرًا تعيش معنا مستورًا".. لم أستطع أن أصدق ما تراه عيناي، نظرت من فوق السطح إلى نوافذ المباني فرأيتها كلها تتشح بالسواد ولوحات قماشية تمتد بعرض الشوارع تئن بما تحمله من كلمات: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)﴾ (البروج)، "يا جنود الله صبرًا.. إن بعد العسر يسرًا"، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)﴾ (المجادلة)، طال انتظاري فمتى يعود أبي؟"، صوت صياح وصراخ جعلني أنظر من الأعلى لأرى شيخًا وقورًا ذا هيبة يقتاده جيشٌ من العسكر إلى مصفحاتهم الصدئة تشيعهم دعوات أهله وجيرانه بالهلاك وعذاب الله وهو يشير إليهم هادئًا مؤازرًا وأبناؤه يحتسبون ويحوقلون ويهتفون "سيزول ليل الظالمين وليل بغي المجرم، سيزول بالنور الظلام.. ظلام عهد آثم".

طلبت من رفيقي أن يدلني على مقر قيادة الأمن أو العسس إن كان ما زال لهم وجود، نظر إليَّ بحدة ثم قال "ليسوا أمنًا بل فزعًا ورعبًا يا أخي، سأقربك إليه لكن لن أصحبك يا أخي فأنت تبدو صاحب مغامرات وجرأة ولم تذق مثلي سياط البسيوني أو صلاح نصر أو شمس بدران أو زكي بدر أو حسن الألفي أو حتى حبيب العادلي أو ربما لم تقرأ يوميات محمد يوسف هواش عن مذبحة ليمان طرة"، نظرتُ إليه مستفهمًا فواصل "يا أخي دع عنك هذا التظاهر، أتريد أن تخبرني أنك لم تسمع عن فؤاد علام يتنصل من دماء السنانيري، أو تزعم يا أخا الإسلام أن دماء سيد قطب صاحب الظلال ومعالم في الطريق لم تحرك ساكنًا لديك؟ هل تدعي أن دماء القاضي الشهيد عبد القادر عودة لم تسل دموعك؟ أوما اهتزت أوصالك لمشهد دماء الإمام المجدد حسن البنا تسيل في ظلمة الليل منهيةً صفحةً ناصعةً سطَّرها بيديه إحياءً لمجد هذه الأمة؟".

نظرت إليه وقد تمكَّن مني الذهول تمامًا وهو يتمتم بين دموعه بقول الحق تبارك وتعالى ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)﴾ (إبراهيم) بادر بجذبي من يدي لنقفز من سطحٍ إلى سطح، حتى وصلنا إلى سطحٍ يبعد مسافةً طويلةً عن مبنى أسودٍ كئيبٍ، أخرجتُ منظاري والتفتُّ لرفيق الكفاح فإذا به يستودعني الله ويطلق للريح ساقيه، عدت أصوب منظاري نحو إحدى غرف ذاك المبنى الأســود، لم أصدق عيني وأنا أرى مجلات المجتمع مرتمية هنا وهناك مع أعدادٍ من جريدتي "آفاق عربية" و"الشعب" وأخريات من الرائدات في عالم الصحافة الإسلامية، وبينها يرقد الأستاذ أحمد عز الدين يئن من شدة آلام الانزلاق الغضروفي وهو يدعو لوالدته بالرحمة والفردوس الأعلى من الجنة، فركتُ عيني عدة مرات وأنا أتحول للغرفة المجاورة فأرى الدكتور محمد علي بشر ملتحفًا كوفيته يقيم ليله في خشوعٍ كما اعتاد وكأني أسمع صوته الندي يتلو من آي الذكر الحكيم ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)﴾ (الأنبياء) فيحلق بنا في عالم الجنان الروحاني، واصلت المشاهدة لأرى العلماء الأفاضل الدكتور محمود أبو زيد والدكتور خالد عودة يتواصون بالصبر على الأذى في سبيل الله فشعرتُ بالأسف لنظامٍ لا يُوقِّر علماءه وبالأسى لسلبية وقصر نظر زملائهم المدرسين وطلابهم الذين ما بذلوا جهدًا كافيًا حتى يعود الحق السليب لأهله.

حولت المنظار لأرى سامي الحاج وقد استبدَّ به الجوع إثر إضرابه عن الطعام في محبسه الذي طال مصحوبًا بصمت المجتمع الدولي ذي المكيالين، عدت بالمنظار لأرى الدكتور عبد الرحمن الشميري وصحبه الإصلاحيين بأم القرى وقد طال انتظار أبنائهم شهورًا لرؤيتهم، رأيت أيمن نور وطلعت السادات وممدوح إسماعيل كل يئن في زنزانته، رأيت الدكتور عزيز الدويك والشيخ جميل الأمين والشيخ أنور العولقي وأنور إبراهيم وسامي العريان والأستاذ يوسف ندا والشيخ توفيق الواعي والشيخ فتحي الخولي، إما في الغياهب مغيبون وإما بالقوات ملاحقون وإما عن الديار مبعدون، رأيت دماء طاهرة لأكرم زهيري ومسعد قطب وعبد الحارث مدني وطارق غنام ويوسف طلعت ومحمد فرغلي وهنداوي دوير، رأيت ثلاثي التبتون رحيل أحمد وشفيق رسول وعاصف إقبال وإخوانهم المسلمين في جوانتنامو يشكون إلى الله ظلم الطغاة وصمت العباد.

وصلت إلى الغرفة الأخيرة لأرى أستاذي الفاضل د. عصام الدين عبد الحليم حشيش يرفل في قيده الظالم ويخطو كعهدنا به هادئًا وقورًا لا يذل إلا لخالقه الكريم، يتقدم ليحاكمه عسكر فساد وإفساد حسبما أمر طواغيت البغي والعدوان، فيقف أمامهم جلاده شامخًا، رابط الجأش، ثابت الحجة، قوي البيان، فصيح المقال، هممت أن أصيح بعسكر الظلم ليتعرفوا على بعض فضله فيطلقوه حين هوى على كتفي لوح من الحجر صاحبه صوت كأنه زئير أسد جائع وجد فريسةً ثمينةً، التفتُّ فزعًا وإذا هم عساكر الطاغوت الأكبر يجرون نحوي ليؤازروا زميلهم الذين أتاهم بي كصيد ثمين ويعلو جعيرهم متداخلاً، وما كان ذاك اللوح إلا كف عملاقة جذبتني وارتفعت ثانية لتهم بتغيير ملامح وجهي وأنا أصيح مستنجدًا...

"استيقظ .. استيقظ يا ابني حرام عليك كفاية" فتحت عيني مع شهقة حادة وإذا بأخي يقول "ماذا أصابك يا أخي؟ تصيح وأنت نائم، خير اللهم اجعله "خير"؟ هيا اغسل وجهك سريعًا لنلحق بنشرات الفضائيات، هناك ملف خاص الليلة عن المحاكمات العسكرية وصراع الحق والباطل في بلادنا الغالية التي تئن تحت وطأة حكم الطواغيت الظالم". التفتُّ إليه أود أن أسأله عن الطريق إلى قصر أمير المؤمنين لكن انتبهت أني عدت إلى واقعي المرير فتنهدت وأنا أقول "آهٍ لو تحكمنا يا عمر".
------------
* أحمد علي


نقلا عن موقع إخوان أون لين

No comments: