قال تعالى :الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

Friday, May 4, 2007

زوجة د. عصام حشيش تروي كيف زارهم أمن الدولة فجرًا


أجرَت الحوار- روضة عبد الحميد

لم تكن هي المرة الأولى التي أدخل فيها بيت الدكتور عصام حشيش؛ حيث ربطتني ببناته صداقةٌ وزمالةٌ منذ زمن طويل، إلا أنها كانت المرة الأولى التي أدخل فيها بيتهم في ظل غمامة حزن، مثل تلك التي شاهدتُها وأنا أُجري هذه المقابلة.



وفي الطريق وقعَ في خلَدي العديد من سيناريوهات هذا اللقاء.. كيف سيكون الحوار؟! خصوصًا أن زيارتي جاءت عقب الاعتقال مباشرةً، فضلاً عن أنها المرة الأولى التي تخرج فيها زوجة الدكتور عصام عن صَمْتِها ومقاطعتها للصحافة؛ مما زاد من إحراجي وصعوبة الأمر وتعقيده عليّ.





ولكن في جميع الأحوال كنت واثقة بأنني سأرى زوجةً صابرةً، ولكنها بالطبع متألمة، إلا أنني دُهِشتُ عند لقائي بها؛ حيث زرعت ابتسامة ترحاب واسعةً تُقابل بها ضيوفَها الذين لم يخلُ البيت منهم منذ اعتقال الدكتور عصام، ورغم فشل تلك الابتسامة في إخفاء معاني الحزن الماثل في العينين.. إلا أن الحوار معها كان بعيدًا كلَّ البعد عن كون ذلك محنةً، بل إنها أخذت تُعدد مِنَح الله، وكان معظم كلامها مغلفًا بابتسامة، رغم كونها خارجةً من قلب حزين، لكنه صابر وراضٍ، ولم تختلف تلك الابتسامة أبدًا عن نفس ابتسامة بناتها اللاتي التقيت بهنَّ أيضًا في بيتهن؛ حيث كانت هناك لوحة ما زالت بنفس المكان منذ زمنٍ طويل كما اعتدتها.. ثابتة كما كانت، كثبات أهل ذاك البيت، وكانت تحمل حديثًا شريفًا يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وعندما طلبت من الدكتورة سميرة محمد أحمد أن تخبرنا بما لا نعرفه عن زوجها الدكتور عصام حشيش، قالت إنه باختصار إنسانٌ لا يحمل أيَّ ضغينة لأحد، ويختلق الأعذار للناس مهما تسبَّبوا له في أذى، بل ويدعو الله لمن آذاه، وهذا هو حاله الذي عَهِدته عليه منذ تزوجنا.



وأخَذَت تعرِّفنا بزوجها أكثر، فقالت إنه أستاذ بكلية الهندسة، ويبلع من العمر 57 سنة، وهو ربُّ أسرة مكوَّنة من 7 أولاد و7 أحفاد، من مواليد قرية بالغربية، وكان والده إمام مسجد، واحتلَّ في الثانوية العامة مركز رقم 12 مكررًا على مستوى الجمهورية، واختار دراسة الهندسة عن رغبة، ونال العديد من شهادات التفوق خلال مراحله العمرية، أتم حفظ القرآن في المعتقل سنة 1981م، في أول اعتقال له بعد مقتل السادات، واستمر اعتقاله مدة 13 شهرًا، ثم اعتُقل ثانيةً في عام 1995 في قضية حزب الوسط حوالى 4 أشهر وحُكِم له بالبراءة.



وأولاده هم: خديجة (30 سنة) مدرس مساعد- مستقيل- بطب القصر العيني ولها ثلاثة أولاد، وفاطمة (خرِّيجة كلية التجارة 28 سنة، متزوجة)، وعبد الله خرِّيج كلية الهندسة 27 سنة (متزوج)، وعائشة 26 سنة خرِّيجة كلية الفنون التطبيقية (متزوجة)، ومحمد 25 سنة خرِّيج حاسب آلي، وزينب 22 سنة خرِّيجة تجارة إنجليزي، وهاجر بالفرقة الأولى كلية تجارة إنجليزي 18 سنة.


أعضاء هيئة التدريس يطالبون بإطلاق سراح د. حشيش


وقبل أن أسألها عما حدث بعد منتصف ليل يوم الأحد 14/1/2007م بادرتني بقولها: تخيلي أن رجلاً بهذه المكانة يتم اعتقاله، ثم رَوت مع حدث في هذا اليوم، فقالت إن زوجها جاء البيت في هذا اليوم متأخرًا، وجلسنا نتابع برنامج (العاشرة مساءً) الذى كان يتحدث عن إعداد الإخوان لحزب، وكان المرة الأولى التي أسمع كلامًا مؤكَّدًا عن هذا الأمر، فسألتُه، فقال لي ليس حزبًا وإنما برنامج حزب، وأثنَى على ضياء رشوان، ثم دخلنا بعد البرنامج لننام.. كذلك هاجر ابنتي الصغرى نامت؛ لأنها كانت عائدةً من امتحان، وبقيت بالبيت زينب التي كانت تصلي في غرفة مجاورة لباب الشقة، ومحمد الذي جلس على الكمبيوتر بغرفته.



وهنا أخذت زينب طرف الحديث وروت ما حدث، فقالت: نحن نسكن وحدَنا بالطابق، فالشقة المقابلة خالية، وأثناء صلاتي سمعت المصعد يقف بطابقنا فتعجَّبت وتساءلت في نفسي: مَن سيأتي لنا في الساعة الثانية صباحًا، ولكن المصعد وقف ولم يطرق بابَنا، ثم وجدتُّه يصعد ويقف ثانيةً فبدأت أشكُّ أنه شيء غيرُ طبيعي، ثم كانت الثالثة حتى تأكَّدت أنه غالبًا أمن الدولة، فكنت في التشهد الأخير حين بدأوا يطرقون الباب والجرس، فأنهيت الصلاة، وناديت أخي، وطبعًا كنا تأخرنا، فلم يكن أمامنا إلا أن نفتح الباب وإلا كانوا كسروه، ولم يكن ممكنًا أن نستمهلهم حتى نوقظ أبي، ففتحنا الباب وذهبت لإيقاظ أمي وأبي الذي استيقظ سريعًا، وسألَنا: ما الأمر؟ فحاولنا أن نقول له بشكل هادئ، ولكنه أدرك من ملامح وجوهنا، فابتسم، وحاول أن يُطمئِننا، وقال لنا: "عادى".. ثم حاولت أن أوقظ أمي بشكل لا يفزعها، فقلت لها: "أصحاب أبي هنا"، وهو الاسم الذي اعتدنا أن نطلقه عليهم، إلا أنها لم تستوعب، فاضطُّرِرت أن أقول لها انهضي لترتدي حجابك فَفَهِمَت.



وتضيف الدكتورة سميرة: لم أرِد أن أُقلق أحدًا باكرًا، واتصلت بـ"عبد الله" ابني عند العاشرة صباحًا حتى يذهب للمحامي، ثم أخبرْنا أزواج بناتنا ليخبروا زوجاتهم، ولكن خديجة- التي استيقظت على صوت الهاتف الذي أخبرنا فيه زوجها- كانت ترى رؤيةً في تلك اللحظة بأن أباها يتعرَّض للاعتقال، وقد أخبر أحد الأبناء الأحفاد أن الأشرار أخذوا جدَّهم، فقال حفيد (عمره أربع سنوات): لماذا يأخذون جدنا؟! هل أخذنا جدَّهم حتى يأخذوا منا جدَّنا؟!



البحث عن الخزنة

وتعود د. سميرة لتروي ما حدث بعد أن اقتحموا الشقة، فتضيف أنهم انتشروا في كل أركان الشقة، وفتشوا كل شيء وبدأوا بالمكتبة التي حولوا فيها الكتب إلى كومة على الأرض، وفتشوا السحَّارات، بل ودولاب كل أفراد الأسرة، وأثناء تفتيشهم غرفتي سألني أحد الضباط: أين مفتاح الخزنة؟! فسألته متعجبة: أي خزنة؟! فقال لي الخزنة الموجودة عندكم!! فضحكت وقلت له: لماذا؟! هل نحن مليونيرات حتى تكون لدينا خزنة؟! فقال لي: لا تخافي.. نحن إن أخذنا شيئًا فسوف نرجعه.. حتى الإخوان حين نأخذ من عندهم أي شيء نكتبه، فلا تخافي على الأموال، فقلت له: أنت جئت لتأخذ ربّ البيت.. هل سأهتمُّ بأموال أو أي شيء؟! هل سأخشى على أي شيء آخر؟!



وفهمت بعد ذلك هدفهم عندما عرفت ما حدث بفيلا الدكتور عبد الرحمن سعودي؛ حيث استولوا على الأموال والذهب منها، فعرفت أن هدفهم من هذه الزيارة كان البحث عن أموال لا عن أوراق تنظيمية؛ ولذا لم تستغرق مدة تواجدهم بفيلا سعودي وقتًا طويلاً، بينما أمضَوا عندنا ما يزيد على أربع ساعات، وطبعًا استولوا على ثلاثة "هاردات" للكمبيوتر، ولم يطلب منهم الدكتور أن يتركوا شيئًا إلا "هارد" واحد كان عليه أجوبة امتحان للطلبة، فقال لهم: خذوا نسخة من الهارد كله، فرفضوا فقال لهم: مستقبل الطلبة وعليه أبحاثهم وأبحاث له، بل وأبحاث تخصُّ هاجر ابنتنا لكليتها، إلا أنهم أقسموا باليمين أنهم سيرجعون كل شيء.. رفضوا تمامًا تركه حتى بعد نسخة، وكان ما أوصى به ابنه حين زاره أول زيارة أن يطلب من أعضاء هيئة التدريس تصعيد الأمر، والمطالبة بردِّ هذا "الهارد" لما به من أبحاث هندسية مهمة.


أساتذة جامعة القاهرة ينددون باعتقال د. حشيش




وتؤكد د. سميرة أن الدكتور كان حريصًا على الطلبة، فما يخصهم كان الشيء الوحيد الذي طلب تركه، حتى إنه أخرج ملفًّا به درجاتُ الطلبة، وكتب رسالةً لعميد الكلية وأعطاه لابنه ليسلمه للعميد، وقد كان يحرص على عمل استبيان للطلبة آخر الفصل الدراسي ليقيِّم مدى استفادتهم، والاستبيان يدل على مدى استفادة الطلبة منه.



وتضيف د. سميرة: وكذلك وجدوا حيثيات حكم حزب الوسط فأخذوها!! ثم طلبوا منا "موبايل" الدكتور، وطلبوا مفتاح السيارة، ورفضوا أن نُخرج مفتاح الشقة من الميدالية، فصمَّموا على أخذهما، قاسمين أيمانًا مغلَّظة على أنهم سيعيدونهما، ونزلوا إلى السيارة واستمرت عملية التفتيش تلك نصفَ ساعة!! ولم يُرجعوا مفتاح الشقة كما توقَّعنا؛ مما اضطَّرنا لتغيير "الكالون".



ثم سألونا عن المكتب الذي كان للدكتور فيه شريكان ليفتِّشوه، ولكن الدكتور أكَّد لهم أن شريكَيْه ليسوا إخوانًا فتركوه، وقد اكتشفنا بعد رحيلهم أن سلك الهاتف قد قُطع ولكنهم لم يفهموا، فقد كان لعدة قديمة ومعطلة، وفى ظني أنهم خافوا أن نتصل بالناس في الشركة ننبههم أو نستغيثَ منهم؛ ولا يدرون أنه لا مغيث إلا الله!!



وقال أحدهم للدكتور- عندما لم يجدوا أي أوراق كما كانوا يهدفون-: أنت يا دكتور أصدرت أمرًا بتنظيف الشقة جيدًا، فنفى الدكتور ذلك، فقالوا: له لا بل الشقة تبدو منظَّفة من أي أوراق، ثم قال أحدهم للدكتور: بصراحة يا دكتور.. لا يوجد أمل، وأنتم في وادٍ والناس في وادٍ، ثم إن عليكم أخطاءَ، فأجبته أنا وقلت له: نعم علينا ونحن بَشَر، وقال له الدكتور: الناس ستتغيَّر.



النائم والشيكولاتة

بعد تفتيشهم للشقة ماذا فعلوا؟! كان عددهم حوالي 7، وجلسوا بالصالة، وكانوا بزيٍّ مدنيٍّ كعادتهم، وكان منهم رجل أشيَب، أظنه رئيسهم، وطلب منا الدكتور أن نقدِّم لهم شيئًا، فهم ضيوفنا.. فقدمنا لهم شيكولاتة- ثم ابتسمت وقالت-: كان هذا الرجل الذي يبدو أنه رئيسهم شبه نائم على الكرسي ثم يستيقظ ليأكل الشيكولاتة وينام وهكذا عدة مرات.. المهم وقتها قام اثنان منهم بالاتصال بالموبايل برؤسائهم ليخبروهم بما وجدوا.. أحدهم دخل المطبخ حتى لا نسمعه، والثاني جلس أمامنا.. الأول أخبر من يكلمه ماذا وجدوا، وكانت دراسات تخص التعليم وإصلاحه، وهي محاضرات بنادي أعضاء هيئة التدريس وهي معلَنة وقد حصل على نسخة من المحاضرة بالنادي، ثم أخذ يجيب الطرف الآخر مكررًا كلمة nothing؛ مما يعني أنهم لم يجدوا شيئًا ويبدو أن رئيسهما عنَّفوهما، فقاموا بتفتيش الشقة مرةً ثانيةً وأمضَوا بالبيت 4 ساعات كاملة، صلينا الفجر جميعًا خلالها، ولم يتحرك أحدٌ منهم للصلاة.



وماذا أخذوا في المرة الثانية وفيمَ أمضوا الأربع ساعات تلك؟! في المرة الثانية أعادوا تفتيش البيت ثانيةً في محاولة للبحث عن أي شيء، وقد وجد الضابط كيسًا به أوراق مَحَاضر نقابة المهندسين قبل الحراسة، وكان الدكتور محتفظًا بها للذكرى، وكثيرًا ما طلبت منه أن نتخلص منهم؛ لأنها تسبِّب لي زحامًا، ووجد ضابط الأمن تلك الأوراق "عديمة القيمة سياسيًّا"، فقلت له ليتك تأخذها وتريحنا منها؛ لأن الدكتور يرفض أن نتخلص منها، فأخذها ولكن لم يجدوا شيئًا آخر يذكر.



كيف أثَّر عليكم الاستفزاز في التفتيش واقتحام البيوت؟! فعلاً كانت تلك طريقة تعاملهم طوال الوقت؛ حيث لاحظنا أنهم يفتشون بشكل همجي ليثيروا أعصابنا، ربما لنمثِّل ضغطًا على أزواجنا فيما بعد ليبتعدوا عن العمل بالدعوة، ولكن زوجي على هذا الحال منذ أكثر من 25 سنة، بل لو لم يكن على هذا الطريق لكنت حزنت، وأتمنى لأولادي وأحفادي أن يبقوا مثله، ولكني أشعر بخوف حقيقي ولكنه خوف على البلد التي يسجن فيها كل المخلصين وكل الشرفاء.



ليسوا أعداءنا

بعض الزوجات تقوم بالدعوة على من يأتون ليعتقلوا أزواجهم، فهل فعلت نفس الأمر؟! لم ندعُ عليهم، فهم ليسوا أعداءنا، فنحن نحرص على أن تكون تصرفاتنا هي أخلاقنا، وليس أخلاقهم، بل نحرص على أن تكون تلك اللحظات دعوةً بأخلاقنا ومعاملتنا، وكانت نيتي وأنا أناقشهم ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات: 55)، فقد اهتممت أثناء توديعه أن أقبِّل يده أمامهم رغم شدة حيائي إلا أنني أردت أن أقول لهم: انظروا كيف نعامل أزواجنا، وكذلك قبَّل الأولاد يد أبيهم من تلقاء أنفسهم، وهي رسالة أخرى لا تقل أهميةً عن الأولى.



وأثناء تفتيشهم قلت لهم: لماذا تأتون بتلك الطريقة وفي ذلك الوقت؟! أنتم لستم أعداءنا ونحن لسنا أعداءكم، هو أمر مفروض من الخارج علينا جميعًا، فقال للدكتور حين تصبح وزيرًا الداخلية غدًا ستعرف لماذا نفعل هذا؟! فقال له الدكتور: أنا لا أحب أن أكون وزيرًا للداخلية أو غيرها، وأنا قلت له باستياء: "بعد الشر"، فقال لنا بسخرية: ألا يريد الإخوان الحكم؟! فقال له الدكتور بهدوء: حتى لو الإخوان أخذوا الحكم أنا لا أحب أن أكون وزيرًا، ونحن نكتفي بأن نقول حسبي الله ونعم الوكيل وربنا يهديهم.



المنح أكثر من المحن

هل ترين الأمر منحةً أو محنة؟! صدقًا هو منحة، فشعوري الآن هو الرضا والشكر والامتنان والرضا لله سبحان الله، ورغم قلقي وحزني على غياب زوجى إلا أن قلبي به سَكينة من الله أشعر بها جليًّا، ولو عدَّدنا كيف كانت- رحمه الله- تحوط بنا فقد كان من الممكن ان يدخلوا غرفتي قبل أن أرتدي حجابي دون أن يردعهم رادع، ولكن رغم انتشارهم بالشقة إلا أنه وكأن الله حجبهم عن غرفتي وغرفة ابنتي هاجر التي كانت نائمة، حتى ارتدينا حجابنا.



أيضًا- وبفضل الله- كانت هاجر قد أتمت أول امتحان لها في صباح ذلك اليوم، ومن رحمة الله أنهم لم يأتوا اليوم السابق وإلا ما كانت استطاعت الحل أبدًا، كما أن الأبناء كبار وقادرون على تفهُّم الموقف، وهو فضلٌ من الله..



أيضًا يجب أن نرى حال أهل فلسطين، فمن يقومون باعتقالهم يهود، وما أسهل القتل عندهم، فلنحمد الله أن أمن الدولة مهما كانوا هم يدينون بالإسلام، ولعل تلك السجون قد ضجَّت من احتوائها على العصاة، فأذن لها الله أن يُذكر فيها اسمه، ولعل الله يريد أن يرفع درجاتنا، ولعل- وهو في محنة- يدعو لنا، ولعلها فرصة لراحته الصحية، ونحن نغبطه على كمِّ الحسنات التي يأخذها، وهو يرسل لنا دائمًا أنه في كنف الله، نحن على طريق الأنبياء والرسل، ولسنا أفضل من الرسل.. ثم ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت) ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الملك).



ونحن ندعو دائمًا: "وأفوض أمري إلى الله.. إن الله بصير بالعباد"، ومن أهم المثبتات أن نكون في جماعة؛ فيكفي شعورنا أن كل الأخوات يؤلمهنَّ ألمي، وأنهن صادقات في إحساسهن، وليس لهن مصلحة إلا لله، فهو إحساسٌ لو علمه الأمن لسألونا ليس عن الخزنة وإنما عن الطريق لهذا الإحساس!!

No comments: